خذِّل عنَّّا ما استطعت
الواقع أن أسلافنا المسلمين لم يرثوا الأرض إلا و هم لقيادتها أهل و كانت مصلحة العالم أجمع في انتقال هذه القيادة إلى أيديهم الحكيمة بعد ما لعبت بها الروم و الفرس ، و لن يعود هذا الزمام الضائع إلى أيديهم إلا يوم يكونوا أرجح في موازين الصلاحية العامة من غيرهم مصداقاً لقوله تعالى : ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) الأنبياء 105 ، و إن صلاح الأمة لا يكون إلا بصلاح أفرادها و لعلّ ثقة أفراد هذه الأمة بما تملك من موروث حضاري و قدرة على التجدد هو الدافع الأبرز لهم في أن يخلقوا في داخل ذواتهم حياةً أخرى .. حياةً أعمق و أكثر أهمية من هذه التي تحيط بهم و بالتالي يصبحون منبع الطاقة و نواة التكوين لمجتمع جديد ، و هذا ما حدث فعلاً في الجيل الذي أعدّ لظهور صلاح الدين ، فظهور إمام مثل الإمام الغزالي كان نواة لتجديد البنية الدينية و الأخلاقية للمجتمع و في طرفه الآخر كان ظهور عماد الدين و نور الدين زنكي نواة التغيير المادي و العسكري لأبناء الأمة و المحصلة ظهور جيل التحرير الذي كان قبل كل شيء يؤمن بتفوقه الحضاري و الثقافي و يملك الثقة بما لديه لهزيمة عدوه من الناحية النفسية قبل العسكرية .
و لتكوين وعي تام بما نملك الآن لابد من مقارنة سريعة للقاءٍ آخر مع ما يسمى الحضارة الغربية تكشف لنا النقص الكبير الذي اعترانا و هذا ما أشار إليه الدكتور ( عبد الكريم البكّار ) في كتابه ( عصرنا و العيش في زمانه الصعب ) إذ يقول : ( إن وعي الأمم بما لديها يظل غير مكتمل ما لم يتوفر لها كيانات مناوئة تختلف عنها اختلافاً بيناً فتتمكن بذلك من الموازنة و المحاكمة و النقد و المراجعة و التصحيح ) ، فإذا نظرنا إلى بداية الاحتلال الحديث إثر بروز عصر النهضة في أوربة و هو الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت ( 1798_ 1802 ) نجد ضعف الثقة بما نملك مقارنة مع الغير و الانبهار بما يحمله الغازي الجديد من أدوات عصره و التي ساهم استهلاكنا لها دون المشاركة الفعلية في إنتاجها في أن نعيش خارج عصرنا و بالطبع لا ننسى الخط المقاوم الذي ابتدأ منذ أن حطّ أول جندي فرنسي قدمه على الأرض المصرية و ما قدمه أمثال ( سليمان الحلبي ) لكنه كان يفتقر إلى مؤازرة علمية و ثقافية تستطيع أن تعيد الثقة لأبناء الأمة و تحول بينهم و بين الذوبان في ثقافة الغير و هو أمر مستمر إلى يومنا هذا ، و رغم تبدل اللاعبين على الساحة الدولية فقد حافظ جميعهم على مبدأ مسخ الحضارة و طمس الهوية ولعلّ أبرز ما قاموا به في هذا المجال هو زرع الكيان الصهيوني ابتداءاً من نابليون بونابرت الذي كان أول من أطلق وعداً لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين قبل وعد بلفور بي 118 سنة .
و إن هذه الحالة التي وصلنا إليها من التخلف الحضاري تُفكك الروح الجماعية و تقتل روح المبادرة حيث ينتظر كل واحد من الناس غيره ليكون هو البادئ و بالتالي يأتي هنا دور العظماء من الناس و الذين يشكلون كما ذكرنا نواة التغيير فهم يدركون الوضعية التي ينبغي أن تصل إليها مجتمعاتهم و يحاولون الإسهام في بلوغها كالصحابي نعيم بن مسعود و ما قام به يوم الأحزاب حيث كان الوضع المحيط يماثل حالنا اليوم فالحصار الخارجي يتكامل مع العمالة الداخلية و نحن بحاجة هنا إلى صرخة رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك اليوم لنعيم بن مسعود إذ قال له : ( إنما أنت فرد فخذِّل عنَّا ما استطعت )...إنه نداءٌ عام لجميع الأحرار أياً كان موقعهم و مهما كان حجم أدائهم ..
خذِّل عنَّا ما استطعت و كن أنت ...و أنت الفرد نواة التغيير و المحرك الذي سيدور حوله المجتمع الجديد .
خذِّل عنَّا ما استطعت بالحق الذي تحمله في داخلك فكما قال محمد الغزالي ( الحق الذي تكمل باعتناقه و أنت فرد تكمل باعتناقه و أنت دولة ) .
خذِّل عنَّا ما استطعت بما تحمله في قلبك لأمتك فليست قيمة الإنسان بما يبلغ إليه بل بما يتوق البلوغ إليه ، يقول الفيلسوف إقبال: ( أقم مملكة الإسلام على نفسك تقم على وجه الأرض ) فكما كانت أحلام نور الدين زنكي هي حقائق صلاح الدين الأيوبي يمكن أن تكون أحلام اليوم حقائق الغد .
خذِّل عنَّا ما استطعت شعار حياة و درب نجاة لأمتك و أنت ملتزم بمرحلية عملها كما التزم المسلمون يوم الحديبية و في مكة قبل الهجرة .
خذِّل عنَّا ما استطعت و أنت على ثقة بوعد الله سبحانه و تعالى فالذي يحيا بالثقة تحييه الثقة .
الواقع أن أسلافنا المسلمين لم يرثوا الأرض إلا و هم لقيادتها أهل و كانت مصلحة العالم أجمع في انتقال هذه القيادة إلى أيديهم الحكيمة بعد ما لعبت بها الروم و الفرس ، و لن يعود هذا الزمام الضائع إلى أيديهم إلا يوم يكونوا أرجح في موازين الصلاحية العامة من غيرهم مصداقاً لقوله تعالى : ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) الأنبياء 105 ، و إن صلاح الأمة لا يكون إلا بصلاح أفرادها و لعلّ ثقة أفراد هذه الأمة بما تملك من موروث حضاري و قدرة على التجدد هو الدافع الأبرز لهم في أن يخلقوا في داخل ذواتهم حياةً أخرى .. حياةً أعمق و أكثر أهمية من هذه التي تحيط بهم و بالتالي يصبحون منبع الطاقة و نواة التكوين لمجتمع جديد ، و هذا ما حدث فعلاً في الجيل الذي أعدّ لظهور صلاح الدين ، فظهور إمام مثل الإمام الغزالي كان نواة لتجديد البنية الدينية و الأخلاقية للمجتمع و في طرفه الآخر كان ظهور عماد الدين و نور الدين زنكي نواة التغيير المادي و العسكري لأبناء الأمة و المحصلة ظهور جيل التحرير الذي كان قبل كل شيء يؤمن بتفوقه الحضاري و الثقافي و يملك الثقة بما لديه لهزيمة عدوه من الناحية النفسية قبل العسكرية .
و لتكوين وعي تام بما نملك الآن لابد من مقارنة سريعة للقاءٍ آخر مع ما يسمى الحضارة الغربية تكشف لنا النقص الكبير الذي اعترانا و هذا ما أشار إليه الدكتور ( عبد الكريم البكّار ) في كتابه ( عصرنا و العيش في زمانه الصعب ) إذ يقول : ( إن وعي الأمم بما لديها يظل غير مكتمل ما لم يتوفر لها كيانات مناوئة تختلف عنها اختلافاً بيناً فتتمكن بذلك من الموازنة و المحاكمة و النقد و المراجعة و التصحيح ) ، فإذا نظرنا إلى بداية الاحتلال الحديث إثر بروز عصر النهضة في أوربة و هو الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت ( 1798_ 1802 ) نجد ضعف الثقة بما نملك مقارنة مع الغير و الانبهار بما يحمله الغازي الجديد من أدوات عصره و التي ساهم استهلاكنا لها دون المشاركة الفعلية في إنتاجها في أن نعيش خارج عصرنا و بالطبع لا ننسى الخط المقاوم الذي ابتدأ منذ أن حطّ أول جندي فرنسي قدمه على الأرض المصرية و ما قدمه أمثال ( سليمان الحلبي ) لكنه كان يفتقر إلى مؤازرة علمية و ثقافية تستطيع أن تعيد الثقة لأبناء الأمة و تحول بينهم و بين الذوبان في ثقافة الغير و هو أمر مستمر إلى يومنا هذا ، و رغم تبدل اللاعبين على الساحة الدولية فقد حافظ جميعهم على مبدأ مسخ الحضارة و طمس الهوية ولعلّ أبرز ما قاموا به في هذا المجال هو زرع الكيان الصهيوني ابتداءاً من نابليون بونابرت الذي كان أول من أطلق وعداً لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين قبل وعد بلفور بي 118 سنة .
و إن هذه الحالة التي وصلنا إليها من التخلف الحضاري تُفكك الروح الجماعية و تقتل روح المبادرة حيث ينتظر كل واحد من الناس غيره ليكون هو البادئ و بالتالي يأتي هنا دور العظماء من الناس و الذين يشكلون كما ذكرنا نواة التغيير فهم يدركون الوضعية التي ينبغي أن تصل إليها مجتمعاتهم و يحاولون الإسهام في بلوغها كالصحابي نعيم بن مسعود و ما قام به يوم الأحزاب حيث كان الوضع المحيط يماثل حالنا اليوم فالحصار الخارجي يتكامل مع العمالة الداخلية و نحن بحاجة هنا إلى صرخة رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك اليوم لنعيم بن مسعود إذ قال له : ( إنما أنت فرد فخذِّل عنَّا ما استطعت )...إنه نداءٌ عام لجميع الأحرار أياً كان موقعهم و مهما كان حجم أدائهم ..
خذِّل عنَّا ما استطعت و كن أنت ...و أنت الفرد نواة التغيير و المحرك الذي سيدور حوله المجتمع الجديد .
خذِّل عنَّا ما استطعت بالحق الذي تحمله في داخلك فكما قال محمد الغزالي ( الحق الذي تكمل باعتناقه و أنت فرد تكمل باعتناقه و أنت دولة ) .
خذِّل عنَّا ما استطعت بما تحمله في قلبك لأمتك فليست قيمة الإنسان بما يبلغ إليه بل بما يتوق البلوغ إليه ، يقول الفيلسوف إقبال: ( أقم مملكة الإسلام على نفسك تقم على وجه الأرض ) فكما كانت أحلام نور الدين زنكي هي حقائق صلاح الدين الأيوبي يمكن أن تكون أحلام اليوم حقائق الغد .
خذِّل عنَّا ما استطعت شعار حياة و درب نجاة لأمتك و أنت ملتزم بمرحلية عملها كما التزم المسلمون يوم الحديبية و في مكة قبل الهجرة .
خذِّل عنَّا ما استطعت و أنت على ثقة بوعد الله سبحانه و تعالى فالذي يحيا بالثقة تحييه الثقة .
الأحد أغسطس 02, 2009 4:24 pm من طرف admin
» لنقل موقع من سيرفر الى سيرفر
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:14 pm من طرف admin
» شرح كيفية الدخول الى سيرفرك عن طريق الـ ssh
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:10 pm من طرف admin
» شرح للوحة تحكم السيرفر Whm
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:09 pm من طرف admin
» الشيخ أحمد عبدو عوض الطب النبوي
الأحد يوليو 13, 2008 12:00 pm من طرف admin
» الامساك: اسبابه و علاجه
الأحد يوليو 13, 2008 11:38 am من طرف admin
» نوح (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:55 pm من طرف admin
» إدريس (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:53 pm من طرف admin
» آدم (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:49 pm من طرف admin
» فضل صلاة الوتر ...}~
الخميس يونيو 12, 2008 9:26 pm من طرف admin
» كيف تسوي ملمع الشفاة "Gloss" في بيتك
الجمعة مايو 09, 2008 2:06 pm من طرف أبومنذر
» سلامة الطفل
الجمعة مايو 09, 2008 1:37 pm من طرف أبومنذر
» نسخة أوفيس 2007 كاملة وباللغة العربية ( office 2007 ) بروابط
الجمعة مايو 02, 2008 9:13 pm من طرف papa
» صفقة مع الشيطان
الإثنين مارس 31, 2008 1:33 am من طرف ورد
» الرهان الصحيح
الإثنين مارس 31, 2008 1:33 am من طرف ورد
» من عوامل سقوط العباسيين
الأحد مارس 30, 2008 11:27 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-الحروب الصليبية.. متى تكون النهاية ؟
الأحد مارس 30, 2008 11:23 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** معركة القادسية **
الأحد مارس 30, 2008 11:17 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** معركة اليرموك **
الأحد مارس 30, 2008 11:12 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** غزو الصين **
الأحد مارس 30, 2008 11:09 pm من طرف أبومنذر