مُحَمَّدٍ صفوةِ اللَهِ الَّذي اِنكسَفَت

مُحَمَّدٍ صفوةِ اللَهِ الَّذي اِنكسَفَت * * إِذ جاءَ بِالحَقِّ شَمسُ الكُفرِ واِنكشَفا

المُصطَفى المرتَقي الأَفلاكِ معجزةً * * وَكانَ في الحَربِ بالأملاكِ مرتَدَفا

اللَيثُ وَالغَيثُ في يَومي نَدىً وَردىً * * وَالصادِقُ الفعل في يَومي وَغى وَوفا

فالغَيثُ مِن جودِهِ في الجَدبِ مغتَرِفاً * * كاللَيثِ مِن بأَسِهِ في الحَربِ معترفا

كانَ الأَنامُ جَميعاً قَبلَ مَبعَثِهِ * * عَلى شَفا جُرُفٍ هاو فَعادَ شِفا

كَم بَينَ إِيوان كِسرى مِن مناسَبَةٍ * * وَبَينَ بَدرِ السَما وَالكُفرِ قَد خُسِفا

هُما اِنشِقاقانِ هَذا يَوم مَولِدِهِ * * وَذا بمبعثهِ الزاكي هُدىً سَلَفا

كَمالُهُ في النَدى الحوضانِ كوثرُهُ * * وَكَفُّهُ فازَ صَبٌّ مِنهُما اِغتَرَفا

سَرى إِلى المَسجِدِ الأَقصى مِنَ الحَرم ال * * مكّيِّ وَالطرفُ للإِسراعِ ما طُرِفا

ثُمَّ اِرتَقى الأُفقَ بِالجِسمِ الكَريمِ عُلىً * * وَالروحُ خادِمُهُ وَالقَلبُ ما ضَعفا

لقاب قَوسَينِ أَو أَدنى عَلا وَدَنا * * وَقَلبُ حاسِدِهِ المضنى غَدا هَدَفا

رُدَّت أَعاديهِ في بَدرٍ منكّسةً * * بخجلَةٍ أَورثَتها النقصَ وَالكَلَفا

وَيَومَ خَيبرَ آياتٌ مُبيَّنَةٌ * * بِالبابِ مِنهُ عَليُّ قَد عَلا شَرَفا

هوَ الكَريمُ الَّذي ما رَدَّ سائِلَهُ * * ما شَكَّ شَخصانِ في هَذا وَلا اِختَلَفا

وجوهُ أَصحابِهِ كَالدُّرِّ مُشرِقَةٌ * * إِذا رَأَيتَ اِمرءاً عَن هديهم صَدَفا

لا تَسأَلَنَّ القَوافي عَن مآثِرِهِم * * إِن شِئتَ فاِستَنطِقِ القُرآنَ وَالصحفا

مَدَحتُكَ اليَومَ أَرجو الفَضلَ مِنكَ غَداً * * مِنَ الشَفاعَةِ فاِلحَظني بِها طَرَفَا

لا زالَ فيكَ مَديحي ما حييتُ لَهُ * * فَما أَرى لِمَديحي عَنكَ مُنصَرَفا

ابن حَجَر العسقلاني
773 - 852 هـ / 1371 - 1449 م
أ[code]