أحمد بن حنبل
امام اتباع
قليل من الناس من ينال الخلود بعلمه وعقله وهو حي يسعى على قدمين ...
ففي حياة الإمام أحمد ذاع علمه واشتهرت مواقفه ويروى أن أحمد سعيد الرازي وهو أحد شيوخ الإمام احمد قال عنه - وهو شاب ( ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل).
وكان الإمام الشافعي أحد شيوخ الإمام أحمد وحين غادر الشافعي بغداد إلى مصر واستقر بها قال الشافعي لتلميذه حرملة المصري "خرجت من بغداد وما خلفت بها أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل".
عام 164هـ ولد أحمد بن حنبل بمدينه بغداد وكانت أمه حاملا به حين عادت من مدينة "مرو" بوسط آسيا إلى مدينة بغداد.
وأحمد بن حنبل عربي شيباني من جهتين معا: أبوه وأمه... وقبيلة شيبان التي ينتسب إليها أحمد قبيلة ربعيه (نسبة إلى بني ربيعه) عدنانية وقبيلة شيبان كانت أبرز القبائل الربعية.
وكانت منازل شيبان بالبصرة بعد إنشاء عمر بن الخطاب لها سنة 16 هـ وكانت أسره أحمد وأسرة أمه مقيمتين ببيداء البصرة.
وكان عبد الملك بن سوادة بن هند من رجلاً من وجوة شيبان، وجداً لأسرة أحمد ويستضيف قبائل العرب عندما ينزلون البصرة.
وكان لآل شيبان بالبصرة مسجد هو مسجد "مازن" ولقد اعتاد أحمد أن يصلى فيه كلما نزل إلى البصرة ويقول لمن يسأله إنه مسجد أبائى.
والجد الأقرب لأحمد هو "حنبل بن هلال" وكان هذا الجد قد انتقل بأسرته إلى خرسان حين صار واليا في العهد الأموى ولقد انضم هذا الجد إلى صفوف الداعين ضد بني أميه.
وأبو أحمد هو "محمد بن حنبل" وكان جنديا بالجيش العباسي ويقال إنه كان قائدا يرتدى زى الغزاة فيما وراء الحدود الإسلامية ولقد مات هذا الأب شابا وعمره ثلاثون سنة.
وعم أحمد كان من عيون الولاة في بغداد يرسل إليهم بالأخبار ليعلم بها الخليفة العباسي وكان أحمد يتورع وهو في صغره عن مشاركة عمه في عمله وكان عمه قد صار عليه وصيا إثر وفاه أبيه.
نشأ أحمد يتيما مثلما نشأ شيخه الشافعي يتيما... فلم ير أحمد أباه ولا جده وكان على أمه وأسرة أبيه القيام على تربيته. ولحسن حظ أحمد فقد كان له من ميراث أبيه ببغداد... منزل يسكنه مع أمه ومنزل آخر به حوانيت (دكاكين) يدر عليه عائدا يتيح له كفافا من العيش فاستغنى بهذا العائد عما في أيدى الناس ووجد المأوى.
ودفع أحمد يتمه وشرف نسبه وحرمانه من ترف العيش وقناعته ونزوعه للتقوى إلى أن يكون سامي النفس وأن يكرس مواهبه من ذكاء العقل إلى طلب العلم.
وحفظ أحمد القرآن الكريم ثم أخذ يتردد على الديوان ليتمرن على الكتابة والتحرير.
وكان أحمد وهو صبى صغير محل ثقة الرجال والنساء الذين ذهب أبناؤهم أو أخواتهم أو أباؤهم إلى ساحات القتال فقد كانوا يستكتبونه وهو لا يزال صغيرا ببغداد رسائل ذويهم المقاتلين فيكتبها لهم ويجيبون إليه بالردود فيقرأاها عليهم.
ومنذ الصبا كانت في أحمد رجولة وصبر وجد وقدرة على احتمال ما يكره بروح من التقوى... ولقد دفعت هذه الروح (الهيثم بن جميل) إلى أن يقول عن أحمد "إن عاش هذا الفتى فسيكون حجه على أهل زمانه".
وفى بغداد اتجه أحمد إلى طلب العلم وكانت بغداد آنذاك منارة لعلوم الدين واللغة والرياضة والفلسفة والتصوف... واختار أحمد علم الحديث، وبه بدا ثم أردفه بطلب الفقه. وبدأت مسيره أحمد في طلب الحديث ببغداد بين عام 179 هـ، 186 هـ ثم توالت أسفاره في طلب الحديث خارج بغداد.
وكتب أحمد نحوا من ثلاثة آلاف حديث عن الحج وبعض التفسير وكتاب القضاء وكتبا أخرى صغيرة من كتب (أبواب) الحديث.
ولقد توالت رحلات أحمد في طلب الحديث خلال عمره وبينها خمس رحلات إلى البصرة وخمس رحلات إلى الحجاز... وفى أولى رحلاته إلى مكة التقى بالشافعي وعمره 24 سنة حين كان يؤدى فريضة الحج لأول مرة ماشيا على قدميه من بغداد إلى مكة.
وفى هذه الرحلات كان أحمد معنيا بتدوين كل ما يسمعه من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأثار أصحابه ولا يعتمد على ذاكرته وحدها.
وحين كان أحمد يحدث الناس بالحديث لم يكن يحدثهم من ذاكرته وحدها خشيه أن يضل وينسى وإنما كان يحدثهم بما كتبه ونقله حرصا على التقوى والدقة مع أنه كان كثير الحفظ قوى الذاكرة.
ومع تعلم أحمد للحديث سماعا وحفظا وتدوينا كان يتعلم الاستنباط والتحري وفهم النصوص وغاياتها ويطلب لقاء الفقهاء وكطلبه للقاء المحدثين... وكان الإمام الشافعي هو أشهر من التقى به أحمد وتعلم على يديه التخريج الفقهي وأصول الاستنباط للأحكام ومناهجه.
ولقد جمع ابن حنبل في رحلة حياته فتاوى أصحابه مع جمعه للأحاديث ومعانيها الفقهيه.... فالتقى بذلك الحديث والفقه معا في شخص أحمد بن حنبل ومسنده ومذهبه كإمام.
امام اتباع
قليل من الناس من ينال الخلود بعلمه وعقله وهو حي يسعى على قدمين ...
ففي حياة الإمام أحمد ذاع علمه واشتهرت مواقفه ويروى أن أحمد سعيد الرازي وهو أحد شيوخ الإمام احمد قال عنه - وهو شاب ( ما رأيت أسود الرأس أحفظ لحديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل).
وكان الإمام الشافعي أحد شيوخ الإمام أحمد وحين غادر الشافعي بغداد إلى مصر واستقر بها قال الشافعي لتلميذه حرملة المصري "خرجت من بغداد وما خلفت بها أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل".
عام 164هـ ولد أحمد بن حنبل بمدينه بغداد وكانت أمه حاملا به حين عادت من مدينة "مرو" بوسط آسيا إلى مدينة بغداد.
وأحمد بن حنبل عربي شيباني من جهتين معا: أبوه وأمه... وقبيلة شيبان التي ينتسب إليها أحمد قبيلة ربعيه (نسبة إلى بني ربيعه) عدنانية وقبيلة شيبان كانت أبرز القبائل الربعية.
وكانت منازل شيبان بالبصرة بعد إنشاء عمر بن الخطاب لها سنة 16 هـ وكانت أسره أحمد وأسرة أمه مقيمتين ببيداء البصرة.
وكان عبد الملك بن سوادة بن هند من رجلاً من وجوة شيبان، وجداً لأسرة أحمد ويستضيف قبائل العرب عندما ينزلون البصرة.
وكان لآل شيبان بالبصرة مسجد هو مسجد "مازن" ولقد اعتاد أحمد أن يصلى فيه كلما نزل إلى البصرة ويقول لمن يسأله إنه مسجد أبائى.
والجد الأقرب لأحمد هو "حنبل بن هلال" وكان هذا الجد قد انتقل بأسرته إلى خرسان حين صار واليا في العهد الأموى ولقد انضم هذا الجد إلى صفوف الداعين ضد بني أميه.
وأبو أحمد هو "محمد بن حنبل" وكان جنديا بالجيش العباسي ويقال إنه كان قائدا يرتدى زى الغزاة فيما وراء الحدود الإسلامية ولقد مات هذا الأب شابا وعمره ثلاثون سنة.
وعم أحمد كان من عيون الولاة في بغداد يرسل إليهم بالأخبار ليعلم بها الخليفة العباسي وكان أحمد يتورع وهو في صغره عن مشاركة عمه في عمله وكان عمه قد صار عليه وصيا إثر وفاه أبيه.
نشأ أحمد يتيما مثلما نشأ شيخه الشافعي يتيما... فلم ير أحمد أباه ولا جده وكان على أمه وأسرة أبيه القيام على تربيته. ولحسن حظ أحمد فقد كان له من ميراث أبيه ببغداد... منزل يسكنه مع أمه ومنزل آخر به حوانيت (دكاكين) يدر عليه عائدا يتيح له كفافا من العيش فاستغنى بهذا العائد عما في أيدى الناس ووجد المأوى.
ودفع أحمد يتمه وشرف نسبه وحرمانه من ترف العيش وقناعته ونزوعه للتقوى إلى أن يكون سامي النفس وأن يكرس مواهبه من ذكاء العقل إلى طلب العلم.
وحفظ أحمد القرآن الكريم ثم أخذ يتردد على الديوان ليتمرن على الكتابة والتحرير.
وكان أحمد وهو صبى صغير محل ثقة الرجال والنساء الذين ذهب أبناؤهم أو أخواتهم أو أباؤهم إلى ساحات القتال فقد كانوا يستكتبونه وهو لا يزال صغيرا ببغداد رسائل ذويهم المقاتلين فيكتبها لهم ويجيبون إليه بالردود فيقرأاها عليهم.
ومنذ الصبا كانت في أحمد رجولة وصبر وجد وقدرة على احتمال ما يكره بروح من التقوى... ولقد دفعت هذه الروح (الهيثم بن جميل) إلى أن يقول عن أحمد "إن عاش هذا الفتى فسيكون حجه على أهل زمانه".
وفى بغداد اتجه أحمد إلى طلب العلم وكانت بغداد آنذاك منارة لعلوم الدين واللغة والرياضة والفلسفة والتصوف... واختار أحمد علم الحديث، وبه بدا ثم أردفه بطلب الفقه. وبدأت مسيره أحمد في طلب الحديث ببغداد بين عام 179 هـ، 186 هـ ثم توالت أسفاره في طلب الحديث خارج بغداد.
وكتب أحمد نحوا من ثلاثة آلاف حديث عن الحج وبعض التفسير وكتاب القضاء وكتبا أخرى صغيرة من كتب (أبواب) الحديث.
ولقد توالت رحلات أحمد في طلب الحديث خلال عمره وبينها خمس رحلات إلى البصرة وخمس رحلات إلى الحجاز... وفى أولى رحلاته إلى مكة التقى بالشافعي وعمره 24 سنة حين كان يؤدى فريضة الحج لأول مرة ماشيا على قدميه من بغداد إلى مكة.
وفى هذه الرحلات كان أحمد معنيا بتدوين كل ما يسمعه من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأثار أصحابه ولا يعتمد على ذاكرته وحدها.
وحين كان أحمد يحدث الناس بالحديث لم يكن يحدثهم من ذاكرته وحدها خشيه أن يضل وينسى وإنما كان يحدثهم بما كتبه ونقله حرصا على التقوى والدقة مع أنه كان كثير الحفظ قوى الذاكرة.
ومع تعلم أحمد للحديث سماعا وحفظا وتدوينا كان يتعلم الاستنباط والتحري وفهم النصوص وغاياتها ويطلب لقاء الفقهاء وكطلبه للقاء المحدثين... وكان الإمام الشافعي هو أشهر من التقى به أحمد وتعلم على يديه التخريج الفقهي وأصول الاستنباط للأحكام ومناهجه.
ولقد جمع ابن حنبل في رحلة حياته فتاوى أصحابه مع جمعه للأحاديث ومعانيها الفقهيه.... فالتقى بذلك الحديث والفقه معا في شخص أحمد بن حنبل ومسنده ومذهبه كإمام.
الأحد أغسطس 02, 2009 4:24 pm من طرف admin
» لنقل موقع من سيرفر الى سيرفر
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:14 pm من طرف admin
» شرح كيفية الدخول الى سيرفرك عن طريق الـ ssh
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:10 pm من طرف admin
» شرح للوحة تحكم السيرفر Whm
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:09 pm من طرف admin
» الشيخ أحمد عبدو عوض الطب النبوي
الأحد يوليو 13, 2008 12:00 pm من طرف admin
» الامساك: اسبابه و علاجه
الأحد يوليو 13, 2008 11:38 am من طرف admin
» نوح (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:55 pm من طرف admin
» إدريس (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:53 pm من طرف admin
» آدم (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:49 pm من طرف admin
» فضل صلاة الوتر ...}~
الخميس يونيو 12, 2008 9:26 pm من طرف admin
» كيف تسوي ملمع الشفاة "Gloss" في بيتك
الجمعة مايو 09, 2008 2:06 pm من طرف أبومنذر
» سلامة الطفل
الجمعة مايو 09, 2008 1:37 pm من طرف أبومنذر
» نسخة أوفيس 2007 كاملة وباللغة العربية ( office 2007 ) بروابط
الجمعة مايو 02, 2008 9:13 pm من طرف papa
» صفقة مع الشيطان
الإثنين مارس 31, 2008 1:33 am من طرف ورد
» الرهان الصحيح
الإثنين مارس 31, 2008 1:33 am من طرف ورد
» من عوامل سقوط العباسيين
الأحد مارس 30, 2008 11:27 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-الحروب الصليبية.. متى تكون النهاية ؟
الأحد مارس 30, 2008 11:23 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** معركة القادسية **
الأحد مارس 30, 2008 11:17 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** معركة اليرموك **
الأحد مارس 30, 2008 11:12 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** غزو الصين **
الأحد مارس 30, 2008 11:09 pm من طرف أبومنذر