لم أكن اتصور عندما تزوجت من ابن خالي منذ ما يقرب من ربع قرن ان قصة زواجي سوف تنتهي الي ان يكون علي ان اختار بين طلاقي.. او اختار بنفسي لزوجي زوجة أخري.
وانا يا سيدتي نموذج لما يحدث للفتاة وللمرأة في مجتمعنا من قهر.. فأنا من اسرة ريفية تعيش في احدي المدن الصغيرة.. ومثل كل البنات كانت عندي احلام كبيرة.. كنت احلم بالانتهاء من التعليم ودخول الجامعة.. والعمل في مهنة تخدم الناس مثل طبيبة او مدرسة.. ثم كان هناك حلم ان التقي بفارس احلامي الذي يحملني الي دنياه الوردية فوق حصان ابيض.
وللأسف فان احلامي كلها انهارت.. فقد كانت والدتي امرأة شديدة التسلط وكان قد وقع حادث في اسرتها عندما كانت طفلة لكنه ظل عالقا بذاكرتها العمر كله.. لقد كانت الشائعات حول احدي بنات عمها وكانت شابة في الخامسة عشرة من عمرها بأنها علي علاقة بشاب وانها سلمت له نفسها.. فكان ان استدرجها والدها وشقيقها الي الزراعات خارج المدينة وقاما بقتلها والقاء جثتها في النيل. لكن عندما طفت الجثة وقبض علي الاب والشقيق وتم تشريح الجثة اتضح ان الفتاة المسكينة عذراء لم تمس وحكم علي عم والدتي وابن عمها بالسجن سبع سنوات لاغير لأنهما كانا يدافعان عن شرفها. هذه المأساة اصابت امي بحالة من الوسواس التي جعلتها تكره خلفة البنات.. وعندما ولدتني ومن قبلي اختي الأكبر لطمت علي وجهها وبكت وجاءت النساء يعزونها في انجابها بنتين واحدة بعد الأخري ولم تهدأ امي بعض الشيء الا عندما بدأت في خلفة الصبيان. وفي سن السابعة جعلتني امي ارتدي الحجاب.. وفي سن العاشرة تعرضت للصدمة التي تتعرض لها كل بنات الارياف وربما المدن ايضا.. صدمة عملية الختان.. ومثلما حدث مع شقيقتي الاكبر اتفقت امي مع امرأة غجرية من هؤلاء اللائي يدرن في الشوارع والازقة معلنات عن انهن يكشفن الطالع ويقمن بدق الوشم والختان وكنت عايشت تجربة اختي التي تم ختانها علي يد نفس المرأة.. وشاهدت كل الطقوس البربرية التي تحيط بعملية ختان البنت.. وقد ظلت صرخة اختي الحادة لحظة قطع الموس للحمها تلاحقني في احلامي وتلقي في قلبي الرعب لأن الحديث كان دائما في البيت عن ضرورة ختاني انا الاخري.. وعندما جاء علي الدور كان علي ان اشرب من نفس الكأس التي شربت منها اختي وكل بنات العائلة والجيران.. ومازلت اذكر صورة الغجرية العجوز التي كانت اشبه بالساحرة او الشيطانة.
ومازالت ذكري اللحظات الرهيبة التي تم فيها ختاني لا تفارق ذهني.. فقد اجلستني الغجرية علي الارض وورائي الحائط.. وامسكتني امرأة أخري من الخلف وقامت بتكتيفي بحيث لم اعد استطع الحركة.. وان كنت ظللت اصرخ طالبة من أمي ان ترحمني.. لكن والدتي كانت تقف في الحجرة في هدوء وكأنها تقوم بعمل عظيم.. ومازلت اذكر شكل الموس الصدئة التي اخرجتها المرأة من جلبابها قبل ان تنقض عليٌ وتحدث لحظة الألم الفظيع.. وفي الوقت الذي كنت اصرخ فيه بأعلي صوتي ومن كل قلبي انطلقت الزغاريد في البيت مما زاد من بشاعة العملية الوحشية.. وكان المفروض ان يتوقف نزيف الجرح بعد ان وضعت عليه المرأة بيدها القذرة حفنة من البن.. لكن النزيف لم يتوقف.. ومع ذلك فعند انصراف الغجرية تقاضت اجرها كاملا مع هدايا اخري مثل فرخة محمرة وبعض الفطير المشلتت والقشطة والجبن. وقد قضيت الليلة كلها وانا انزف واصرخ واشعر وكأن نارا حارقتا اشتعلت في المكان الذي اقتطع من جسدي. وفي الصباح عندما اكتشفت امي ان النزيف قد اغرق الفراش اضطرت الي استدعاء طبيب من المستشفي الاميري.. وما كادت الطبيبة تري الجرح حتي صرخت في امي 'حرام عليكم' انتم عملتم ايه في البنت.. دي الغجرية الجاهلة وصلت لحد العصب وقطعته.. ومازلت اذكر انني ظللت نائمة في الفراش اكثر من اسبوعين والطبيبة تتردد علي لكي تمنع النزيف عن طريق وضع فتيل وقطن في مكان النزيف.. وعندما بدأت المشي كنت اسير كمن يتعلم المشي من جديد.. ثم حدثت الصدمة التالية عندما قررت امي وانا في سن الثانية عشرة ان تخرجني من المدرسة وان اجلس في البيت.. يومها بكيت ايضا من كل قلبي.. فقد ضاع يومها حلم التعليم ودخول الجامعة والتخرج والعمل. وفي البيت كانت الحياة جافة قاسية.. فلم يكن مسموحا بمشاهدة التليفزيون الا عند عرض البرامج الدينية وبرامج المرأة والاخبار.. وفي شهر رمضان كان مسموحا بمشاهدة المسلسلات الدينية.. وكان التحدث بالتليفون الي صديقات المدرسة او الجارات ممنوع.. وكانت امي تضع قفلا علي قرص التليفون حتي لا نتمكن من طلب احد.. اما الرد علي التليفون فكان ايضا ممنوع.. ولم يكن مسموحا لنا بزيارة احد.. ولا ان يزورنا احد في البيت الا الاقارب.. ولولا وجود شقيقتي التي تكبرني بعامين لما كان عندي صديقة واحدة في الدنيا.. لكن امي ما لبثت ان قررت عندما بلغت اختي سن الرابعة عشرة ان موعد زواجها قد حان.. لأن الزواج سترة للبنت ويحميها من الذلل والسقوط. وقد اختارت أمي لأختي واحد من اقربائنا.. وكان يكبر اختي كثيرا وسبق له الزواج والطلاق وعنده طفلين كان علي اختي ان تربيهما وهي مجرد طفلة.. وعندما حاولت اختي الاعتراض نالت علقة ساخنة من والدتي وقام اشقاؤنا الاولاد وهم اصغر منها بسنوات بالاشتراك مع الوالدة في ضربها وشتمها وتهديدها وبأنه لا يوجد عندنا بنات تقول لا.. وآه. ولم اكد اصل الي سن الرابعة عشرة حتي بدأت امي تتحدث عن ضرورة زواجي وكان اختيارها هذه المرة من ابناء شقيقتها.. اي ابن خالتي.. وكان شابا متهورا وعنيفا وكل المدينة تتحدث عن فضائحه.. فلما بكيت وساندني والدي صرخت فيه والدتي عاوز بناتك يمشوا علي حل شعرهم ويجيبو لنا الفضيحة فلما ذكرها والدي بفضائح ابن اختها وانه من الحرام ان اتزوج من شاب فاسد قالت خلاص.. مفيش قدامها غير ابن اخويا.. عليها تختار بين واحد من الاثنين.. واخترت في الحال ابن خالي.. فقد كان علي الاقل شابا لم يتزوج من قبل.. ولم يسمع عنه اي فضائح في المدينة.. وقبل ان تمضي بضعة اشهر حتي تم عقد قراني علي ابن خالي بشهادة تسنين مزورة من احد الاطباء يشهد فيها بأنني بلغت سن السادسة عشرة وهو السن المحدد لزواج الفتاة.. وكانت هناك صدمة جديدة تنتظرني في ليلة الزفاف.. فقد كانت امي تعتبر مثل غالبية الامهات ان الحديث عن العلاقات الزوجية امر من المحرمات.. ايضا فإن اختي التي سبقتني الي الزواج لم تذكر لي شيئا مما ينتظرني في تلك الليلة.. وباختصار عندما دخلت مع زوجي حجرة النوم بعد ان انفض المدعوين والاقارب والاهل وجدت نفسي اواجه موقف لم يخطر لي علي بال.. فقد كان ذهني ابيض تماما من كل ما له علاقة بالزواج.. وقد اصابني فزع عظيم.. خاصة وانني كنت مجرد طفلة صغيرة الحجم ضعيفة التكوين.. وكانت ليلة مروعة ما حدث فيها يمكن ان يطلق عليه وصف اغتصاب.. وفي تلك الليلة عاد الي ذهني كل المخاوف والآلام التي حدثت لي في يوم الختان.
تجربة مؤلمة لا تمحي عادة من ذاكرة المرأة.. اتضح لي بعد ذلك عبر السنين وعندما اصبحت لي صديقات متزوجات انها حدثت لمعظمهن.. لأنه لا توجد عندنا ثقافة للعلاقة الزوجية مما يتسبب في وجود هوة بين الزوجين.
وقد بدأت علاقتي الخاصة بزوجي بداية غير ناجحة.. فبعد ثلاث سنوات قبل ان اصل الي سن الثامنة عشرة كنت قد انجبت لزوجي ثلاثة ابناء.. لكنني شعرت فجأة بألم شديد.. وعندما ذهبت الي طبيب امراض النساء صارحني بأنه حدث لي ضمور في الرحم والمبيض وبرر ذلك بأنني بدأت حياتي الزوجية في سن صغيرة وقبل ان يكمل نمو الاعضاء وايضا لسبب حملي وولادتي المتكررة ثلاث مرات متتالية في هذه السن الصغيرة.. واعلن لي الطبيب بأنه لم يعد في مقدوري ان احمل او ألد بسبب ما حدث لي من ضمور ولكنني لم اعتبرها مشكلة لأنني كنت اكتفيت بأبنائي الثلاثة ومنهم بنتين وولد.
وسارت الحياة بحلوها ومرها وكرست حياتي لخدمة زوجي وبيتي واولادي.. وكبر الابناء ودخلت البنتان الجامعة وتخرجا وتزوجت كبراهما ووصل ابني الي المرحلة الثانوية بتفوق وشعرت بأن حياتي قد استقرت وانني وصلت مع اسرتي الي بر الامان.
لكن كانت تنتظرني في حياتي وبعد اكثر من عشرين عاما علي الزواج صدمة جديدة.. فقد شعرت بآلام مبرحة.. وعندما ذهبت الي طبيب امراض النساء قررت انني يجب ان اجري في الحال جراحة لاستئصال الرحم والمبيضين اللذين ضمرا وكونا ما يشبه الورم.. واجريت العملية.. وكان ذلك منذ عامين.. ولكنني لم اشف من المرض والآلام.. دون دخول في التفاصيل الطبية فقد اصبح من المستحيل ان امارس علاقتي الزوجية.. لم اعد صالحة لذلك.
كان ذلك منذ عامين كما سبق ان ذكرت.. ومنذ هذا التاريخ وانا اعاني فأنا مازلت في الثانية والثلاثين.. وزوجي يكبرني فقط بثلاثة اعوام وفي قمة العمر والشباب.. وكان من الطبيعي ان تتوتر علاقتنا.. وان يصبح زوجي غاضبا وثائرا علي الدوام.. واصبح كثير الحديث عن حقوقه الضائعة كزوج.. واصبح يحدثني كثيرا عن الحلال والحرام بحيث اصبحت ادرك ان اليوم الذي سوف يصارحني فيه برغبته في الزواج من امرأة اخري لن يتأخر كثيرا.
وبالفعل.. فمنذ شهر واحد.. كان احتفالنا بزواج ابنتنا الصغري.. وكان مفروضا ان تكون الليلة من اسعد ليالي حياتي.. خاصة ان ابنتي قد تزوجت بمن تحب.. وتصورت ان الليلة قد انتهت علي خير.. ولكن النوم جفاني.. فجلست انتظر اذان العصر لكي اصلي.. وانضم زوجي الي لكي نصلي جماعة وما كدنا ننتهي من الصلاة حتي التفت الي وقال: اعتقد انك لا ترضين لي الظلم.. فأنا اعيش حياة العزوبية.. ولا ارضي الوقوع في الحرام.. لقد قررت ان اتزوج.
لم استطع ان ارد بشيء.. فما الذي استطيع ان اقول.. لقد ابتليت بمرض يمنعني ان اكون زوجة.. وكان لابد ان اصل انا وزوجي بعد عامين من العذاب والقلق الي طريق مسدود.
في اليوم التالي اخبرت ابنتي الكبري التي جاءت من بيتها.. وايضا اخبرت ابني فعمره سبعة عشر عاما وقد اصبح رجل.. وثارت البنت وثار الولد في البداية علي والدهما.. فكيف بعد ربع قرن من الزواج.. يقرر الزواج من امرأة اجنبية سوف تأتي لتشاركنا كل شيء.. فإذا جاءت بأطفال فانهم سوف يشتركون مع ابنائي في ثروة والدهم بعد عمر طويل.. وبعد مناقشات طويلة لم أجد امامي سوي ان اعرض علي زوجي حلا وسطا هو ان يبحث عن سيدة عاقر حتي لا تنجب ابناء يشاركون ابنائي في ممتلكات ابيهم.
وقد وافق زوجي علي الفكرة لكنه طلب مني ان اشترك معه في البحث عن هذه الزوجة وقد حدد لي زوجي ثلاثة اشهر للبحث عن هذه السيدة التي ثبت بالدليل القاطع عقمها والتي ترضي بأن تتزوج رجلا متزوجا وعنده ثلاث ابناء.
انني اكتب اليك لكي اتسائل.. هل يمكن العثور بسهولة علي مثل هذه الزوجة.. وهل هذا الحل السليم.. وهل ظلمت زوجي عندما اشترطت عليه الزواج من امرأة عقيم؟ انني حائرة ولا اعرف كيف اتصرف 0
منقول من هذا الرابط http://www.elakhbar.org.eg/issues/17064/0114.html
وانا يا سيدتي نموذج لما يحدث للفتاة وللمرأة في مجتمعنا من قهر.. فأنا من اسرة ريفية تعيش في احدي المدن الصغيرة.. ومثل كل البنات كانت عندي احلام كبيرة.. كنت احلم بالانتهاء من التعليم ودخول الجامعة.. والعمل في مهنة تخدم الناس مثل طبيبة او مدرسة.. ثم كان هناك حلم ان التقي بفارس احلامي الذي يحملني الي دنياه الوردية فوق حصان ابيض.
وللأسف فان احلامي كلها انهارت.. فقد كانت والدتي امرأة شديدة التسلط وكان قد وقع حادث في اسرتها عندما كانت طفلة لكنه ظل عالقا بذاكرتها العمر كله.. لقد كانت الشائعات حول احدي بنات عمها وكانت شابة في الخامسة عشرة من عمرها بأنها علي علاقة بشاب وانها سلمت له نفسها.. فكان ان استدرجها والدها وشقيقها الي الزراعات خارج المدينة وقاما بقتلها والقاء جثتها في النيل. لكن عندما طفت الجثة وقبض علي الاب والشقيق وتم تشريح الجثة اتضح ان الفتاة المسكينة عذراء لم تمس وحكم علي عم والدتي وابن عمها بالسجن سبع سنوات لاغير لأنهما كانا يدافعان عن شرفها. هذه المأساة اصابت امي بحالة من الوسواس التي جعلتها تكره خلفة البنات.. وعندما ولدتني ومن قبلي اختي الأكبر لطمت علي وجهها وبكت وجاءت النساء يعزونها في انجابها بنتين واحدة بعد الأخري ولم تهدأ امي بعض الشيء الا عندما بدأت في خلفة الصبيان. وفي سن السابعة جعلتني امي ارتدي الحجاب.. وفي سن العاشرة تعرضت للصدمة التي تتعرض لها كل بنات الارياف وربما المدن ايضا.. صدمة عملية الختان.. ومثلما حدث مع شقيقتي الاكبر اتفقت امي مع امرأة غجرية من هؤلاء اللائي يدرن في الشوارع والازقة معلنات عن انهن يكشفن الطالع ويقمن بدق الوشم والختان وكنت عايشت تجربة اختي التي تم ختانها علي يد نفس المرأة.. وشاهدت كل الطقوس البربرية التي تحيط بعملية ختان البنت.. وقد ظلت صرخة اختي الحادة لحظة قطع الموس للحمها تلاحقني في احلامي وتلقي في قلبي الرعب لأن الحديث كان دائما في البيت عن ضرورة ختاني انا الاخري.. وعندما جاء علي الدور كان علي ان اشرب من نفس الكأس التي شربت منها اختي وكل بنات العائلة والجيران.. ومازلت اذكر صورة الغجرية العجوز التي كانت اشبه بالساحرة او الشيطانة.
ومازالت ذكري اللحظات الرهيبة التي تم فيها ختاني لا تفارق ذهني.. فقد اجلستني الغجرية علي الارض وورائي الحائط.. وامسكتني امرأة أخري من الخلف وقامت بتكتيفي بحيث لم اعد استطع الحركة.. وان كنت ظللت اصرخ طالبة من أمي ان ترحمني.. لكن والدتي كانت تقف في الحجرة في هدوء وكأنها تقوم بعمل عظيم.. ومازلت اذكر شكل الموس الصدئة التي اخرجتها المرأة من جلبابها قبل ان تنقض عليٌ وتحدث لحظة الألم الفظيع.. وفي الوقت الذي كنت اصرخ فيه بأعلي صوتي ومن كل قلبي انطلقت الزغاريد في البيت مما زاد من بشاعة العملية الوحشية.. وكان المفروض ان يتوقف نزيف الجرح بعد ان وضعت عليه المرأة بيدها القذرة حفنة من البن.. لكن النزيف لم يتوقف.. ومع ذلك فعند انصراف الغجرية تقاضت اجرها كاملا مع هدايا اخري مثل فرخة محمرة وبعض الفطير المشلتت والقشطة والجبن. وقد قضيت الليلة كلها وانا انزف واصرخ واشعر وكأن نارا حارقتا اشتعلت في المكان الذي اقتطع من جسدي. وفي الصباح عندما اكتشفت امي ان النزيف قد اغرق الفراش اضطرت الي استدعاء طبيب من المستشفي الاميري.. وما كادت الطبيبة تري الجرح حتي صرخت في امي 'حرام عليكم' انتم عملتم ايه في البنت.. دي الغجرية الجاهلة وصلت لحد العصب وقطعته.. ومازلت اذكر انني ظللت نائمة في الفراش اكثر من اسبوعين والطبيبة تتردد علي لكي تمنع النزيف عن طريق وضع فتيل وقطن في مكان النزيف.. وعندما بدأت المشي كنت اسير كمن يتعلم المشي من جديد.. ثم حدثت الصدمة التالية عندما قررت امي وانا في سن الثانية عشرة ان تخرجني من المدرسة وان اجلس في البيت.. يومها بكيت ايضا من كل قلبي.. فقد ضاع يومها حلم التعليم ودخول الجامعة والتخرج والعمل. وفي البيت كانت الحياة جافة قاسية.. فلم يكن مسموحا بمشاهدة التليفزيون الا عند عرض البرامج الدينية وبرامج المرأة والاخبار.. وفي شهر رمضان كان مسموحا بمشاهدة المسلسلات الدينية.. وكان التحدث بالتليفون الي صديقات المدرسة او الجارات ممنوع.. وكانت امي تضع قفلا علي قرص التليفون حتي لا نتمكن من طلب احد.. اما الرد علي التليفون فكان ايضا ممنوع.. ولم يكن مسموحا لنا بزيارة احد.. ولا ان يزورنا احد في البيت الا الاقارب.. ولولا وجود شقيقتي التي تكبرني بعامين لما كان عندي صديقة واحدة في الدنيا.. لكن امي ما لبثت ان قررت عندما بلغت اختي سن الرابعة عشرة ان موعد زواجها قد حان.. لأن الزواج سترة للبنت ويحميها من الذلل والسقوط. وقد اختارت أمي لأختي واحد من اقربائنا.. وكان يكبر اختي كثيرا وسبق له الزواج والطلاق وعنده طفلين كان علي اختي ان تربيهما وهي مجرد طفلة.. وعندما حاولت اختي الاعتراض نالت علقة ساخنة من والدتي وقام اشقاؤنا الاولاد وهم اصغر منها بسنوات بالاشتراك مع الوالدة في ضربها وشتمها وتهديدها وبأنه لا يوجد عندنا بنات تقول لا.. وآه. ولم اكد اصل الي سن الرابعة عشرة حتي بدأت امي تتحدث عن ضرورة زواجي وكان اختيارها هذه المرة من ابناء شقيقتها.. اي ابن خالتي.. وكان شابا متهورا وعنيفا وكل المدينة تتحدث عن فضائحه.. فلما بكيت وساندني والدي صرخت فيه والدتي عاوز بناتك يمشوا علي حل شعرهم ويجيبو لنا الفضيحة فلما ذكرها والدي بفضائح ابن اختها وانه من الحرام ان اتزوج من شاب فاسد قالت خلاص.. مفيش قدامها غير ابن اخويا.. عليها تختار بين واحد من الاثنين.. واخترت في الحال ابن خالي.. فقد كان علي الاقل شابا لم يتزوج من قبل.. ولم يسمع عنه اي فضائح في المدينة.. وقبل ان تمضي بضعة اشهر حتي تم عقد قراني علي ابن خالي بشهادة تسنين مزورة من احد الاطباء يشهد فيها بأنني بلغت سن السادسة عشرة وهو السن المحدد لزواج الفتاة.. وكانت هناك صدمة جديدة تنتظرني في ليلة الزفاف.. فقد كانت امي تعتبر مثل غالبية الامهات ان الحديث عن العلاقات الزوجية امر من المحرمات.. ايضا فإن اختي التي سبقتني الي الزواج لم تذكر لي شيئا مما ينتظرني في تلك الليلة.. وباختصار عندما دخلت مع زوجي حجرة النوم بعد ان انفض المدعوين والاقارب والاهل وجدت نفسي اواجه موقف لم يخطر لي علي بال.. فقد كان ذهني ابيض تماما من كل ما له علاقة بالزواج.. وقد اصابني فزع عظيم.. خاصة وانني كنت مجرد طفلة صغيرة الحجم ضعيفة التكوين.. وكانت ليلة مروعة ما حدث فيها يمكن ان يطلق عليه وصف اغتصاب.. وفي تلك الليلة عاد الي ذهني كل المخاوف والآلام التي حدثت لي في يوم الختان.
تجربة مؤلمة لا تمحي عادة من ذاكرة المرأة.. اتضح لي بعد ذلك عبر السنين وعندما اصبحت لي صديقات متزوجات انها حدثت لمعظمهن.. لأنه لا توجد عندنا ثقافة للعلاقة الزوجية مما يتسبب في وجود هوة بين الزوجين.
وقد بدأت علاقتي الخاصة بزوجي بداية غير ناجحة.. فبعد ثلاث سنوات قبل ان اصل الي سن الثامنة عشرة كنت قد انجبت لزوجي ثلاثة ابناء.. لكنني شعرت فجأة بألم شديد.. وعندما ذهبت الي طبيب امراض النساء صارحني بأنه حدث لي ضمور في الرحم والمبيض وبرر ذلك بأنني بدأت حياتي الزوجية في سن صغيرة وقبل ان يكمل نمو الاعضاء وايضا لسبب حملي وولادتي المتكررة ثلاث مرات متتالية في هذه السن الصغيرة.. واعلن لي الطبيب بأنه لم يعد في مقدوري ان احمل او ألد بسبب ما حدث لي من ضمور ولكنني لم اعتبرها مشكلة لأنني كنت اكتفيت بأبنائي الثلاثة ومنهم بنتين وولد.
وسارت الحياة بحلوها ومرها وكرست حياتي لخدمة زوجي وبيتي واولادي.. وكبر الابناء ودخلت البنتان الجامعة وتخرجا وتزوجت كبراهما ووصل ابني الي المرحلة الثانوية بتفوق وشعرت بأن حياتي قد استقرت وانني وصلت مع اسرتي الي بر الامان.
لكن كانت تنتظرني في حياتي وبعد اكثر من عشرين عاما علي الزواج صدمة جديدة.. فقد شعرت بآلام مبرحة.. وعندما ذهبت الي طبيب امراض النساء قررت انني يجب ان اجري في الحال جراحة لاستئصال الرحم والمبيضين اللذين ضمرا وكونا ما يشبه الورم.. واجريت العملية.. وكان ذلك منذ عامين.. ولكنني لم اشف من المرض والآلام.. دون دخول في التفاصيل الطبية فقد اصبح من المستحيل ان امارس علاقتي الزوجية.. لم اعد صالحة لذلك.
كان ذلك منذ عامين كما سبق ان ذكرت.. ومنذ هذا التاريخ وانا اعاني فأنا مازلت في الثانية والثلاثين.. وزوجي يكبرني فقط بثلاثة اعوام وفي قمة العمر والشباب.. وكان من الطبيعي ان تتوتر علاقتنا.. وان يصبح زوجي غاضبا وثائرا علي الدوام.. واصبح كثير الحديث عن حقوقه الضائعة كزوج.. واصبح يحدثني كثيرا عن الحلال والحرام بحيث اصبحت ادرك ان اليوم الذي سوف يصارحني فيه برغبته في الزواج من امرأة اخري لن يتأخر كثيرا.
وبالفعل.. فمنذ شهر واحد.. كان احتفالنا بزواج ابنتنا الصغري.. وكان مفروضا ان تكون الليلة من اسعد ليالي حياتي.. خاصة ان ابنتي قد تزوجت بمن تحب.. وتصورت ان الليلة قد انتهت علي خير.. ولكن النوم جفاني.. فجلست انتظر اذان العصر لكي اصلي.. وانضم زوجي الي لكي نصلي جماعة وما كدنا ننتهي من الصلاة حتي التفت الي وقال: اعتقد انك لا ترضين لي الظلم.. فأنا اعيش حياة العزوبية.. ولا ارضي الوقوع في الحرام.. لقد قررت ان اتزوج.
لم استطع ان ارد بشيء.. فما الذي استطيع ان اقول.. لقد ابتليت بمرض يمنعني ان اكون زوجة.. وكان لابد ان اصل انا وزوجي بعد عامين من العذاب والقلق الي طريق مسدود.
في اليوم التالي اخبرت ابنتي الكبري التي جاءت من بيتها.. وايضا اخبرت ابني فعمره سبعة عشر عاما وقد اصبح رجل.. وثارت البنت وثار الولد في البداية علي والدهما.. فكيف بعد ربع قرن من الزواج.. يقرر الزواج من امرأة اجنبية سوف تأتي لتشاركنا كل شيء.. فإذا جاءت بأطفال فانهم سوف يشتركون مع ابنائي في ثروة والدهم بعد عمر طويل.. وبعد مناقشات طويلة لم أجد امامي سوي ان اعرض علي زوجي حلا وسطا هو ان يبحث عن سيدة عاقر حتي لا تنجب ابناء يشاركون ابنائي في ممتلكات ابيهم.
وقد وافق زوجي علي الفكرة لكنه طلب مني ان اشترك معه في البحث عن هذه الزوجة وقد حدد لي زوجي ثلاثة اشهر للبحث عن هذه السيدة التي ثبت بالدليل القاطع عقمها والتي ترضي بأن تتزوج رجلا متزوجا وعنده ثلاث ابناء.
انني اكتب اليك لكي اتسائل.. هل يمكن العثور بسهولة علي مثل هذه الزوجة.. وهل هذا الحل السليم.. وهل ظلمت زوجي عندما اشترطت عليه الزواج من امرأة عقيم؟ انني حائرة ولا اعرف كيف اتصرف 0
منقول من هذا الرابط http://www.elakhbar.org.eg/issues/17064/0114.html
هذه هى المشكلة
فما رأيكم ؟؟
فما رأيكم ؟؟
الأحد أغسطس 02, 2009 4:24 pm من طرف admin
» لنقل موقع من سيرفر الى سيرفر
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:14 pm من طرف admin
» شرح كيفية الدخول الى سيرفرك عن طريق الـ ssh
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:10 pm من طرف admin
» شرح للوحة تحكم السيرفر Whm
الإثنين سبتمبر 29, 2008 5:09 pm من طرف admin
» الشيخ أحمد عبدو عوض الطب النبوي
الأحد يوليو 13, 2008 12:00 pm من طرف admin
» الامساك: اسبابه و علاجه
الأحد يوليو 13, 2008 11:38 am من طرف admin
» نوح (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:55 pm من طرف admin
» إدريس (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:53 pm من طرف admin
» آدم (عليه السلام)
الأحد يوليو 06, 2008 9:49 pm من طرف admin
» فضل صلاة الوتر ...}~
الخميس يونيو 12, 2008 9:26 pm من طرف admin
» كيف تسوي ملمع الشفاة "Gloss" في بيتك
الجمعة مايو 09, 2008 2:06 pm من طرف أبومنذر
» سلامة الطفل
الجمعة مايو 09, 2008 1:37 pm من طرف أبومنذر
» نسخة أوفيس 2007 كاملة وباللغة العربية ( office 2007 ) بروابط
الجمعة مايو 02, 2008 9:13 pm من طرف papa
» صفقة مع الشيطان
الإثنين مارس 31, 2008 1:33 am من طرف ورد
» الرهان الصحيح
الإثنين مارس 31, 2008 1:33 am من طرف ورد
» من عوامل سقوط العباسيين
الأحد مارس 30, 2008 11:27 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-الحروب الصليبية.. متى تكون النهاية ؟
الأحد مارس 30, 2008 11:23 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** معركة القادسية **
الأحد مارس 30, 2008 11:17 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** معركة اليرموك **
الأحد مارس 30, 2008 11:12 pm من طرف أبومنذر
» غزوات ومعارك-** غزو الصين **
الأحد مارس 30, 2008 11:09 pm من طرف أبومنذر